#قيس_الشيخ_نجيب حرامي أضواء
قيس الشيخ نجيب حرامي أضواء...
مجلة فن - كتب #علي_عمار :
ديفيد بالدتشي الكاتب الأمريكي، يقول "الطريقة الوحيدة لكي تتطور، هي أن تقوم بتجربة عمل الأشياء بطريقة مختلفة كل مرة". وهذا بالفعل مايطمح إليه الممثل الذكي ويشتغل عليه، بسعيه في البحث عن شخوصيات درامية متنوعة، تطوره ويختبر بها أدواته وتغني أرشيفه. مهنة التمثيل هي عالمه وواقعه الذي اختاره وامتهنه. وهو المكان القادر من خلاله على خلق فضاءات من الإبداع، يحيا فيها ويسكن بها، ويتحكم بتفاصيلها مع كل حكاية يقصها علينا، بتقمصه الحقيقي لحالتها الدرامية.
وهذه حال نجومية الفنان "# قيس_الشيخ_نجيب"، التي خمرتها التجربة والموهبة المعتقة بالشغف، والتي وضعته في مصاف النجم الأول، وإن لم ينفرد لنفسه بدور البطولة المطلقة. حيث لا يمكن إغفال اسمه حينما نعدد أبرز نجوم الدراما السورية، بفضل حنكته كممثل والكاريزما العالية الملفتة. وتقديمه لأنواع وأنماط مختلفة من الأدوار في هذه الصناعة، التي جسدها أمام الكامير طوال مسيرته الفنية، التي امتدت لأكثر من 25 سنة، قبيل دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية حتى، عندما كان ما يزال في بداية مراهقته مع تسعينيات القرن الماضي.
يعيش قيس اليوم نجاح له رونق مختلف، عن نجاحاته السابقة. فمع بداية شهر رمضان المبارك، صار حديث الناس وجحافل السوشال ميديا، وأهل الصحافة والإعلام كذلك الأمر، فااستطاع وسط زحمة الأعمال الرمضانية والأجواء التنافسية بين النجوم، حجز مكانة في قلوب متابعيه، مع أولى حلقات مسلسله السوري اللبناني "أولاد أدم" (رامي كوسا/الليث حجو) والإنتاج لجمال سنان Eagle Films. يذكر أن هذا العمل ليس الأول له في مسلسلات البان آراب، فقد سبق وشارك في أكثر من تجربة منها "الأخوة"، "جوليا"، "ياريت"، والأخيرين من انتاج Eagle Films أيضاً. ولكن التجربة التي يطل بها مؤخراً هي الأفضل والأنضج من بين الأعمال المشتركة. والأقرب لواقعنا المعاش، وطريقة تناوله ومعالجته. سعد اسم الشخصية التي يجسدها، شاب سوري يعيش في لبنان، هارباً من أحكام جنائية عليه في سورية. يقتات من أعمال السرقة، يسرق ليعيش وأيضاً لأن عملية النشل تحقق له شيء من النشوة. رغم الصفات التي يتمتع بها، وشكله الذي يشبه أي بلطجي نصادفه في حارة شعبية، ابتداءً من طريقة الملبس والسترة الجلدية التي تعد راكور أساسي في ستايل كل (أزعر)، والموتوسيكل الوسيلة المحببة لقلوبهم، والعصبة التي يغطي بها عينه بعد خسارتها في حادث تعرض له فى صغره.
رغم ذلك تتعاطف معه. فهو لقيط تربى في ملجأ للأيتام، وهو مايبرر ربما تصرفاته الهمجية والغير مسؤولة، والغير أخلاقية في أماكن عديدة. رغم ذلك تحبه، وسط كل ماهو سيء يحيط بشخصيته، إلا أن شهامته وانسانيته ملفتة في الكثير من المطارح، تستغربه في مبادئ مازال يحافظ عليها.
هو لا يرضى بسرقة فقير ومحتاج. وأيضاً هو الرجل الحبيب واللطيف والخفيف الظل والجدع مع الأنثى التي يحبها مايا (دانيلا رحمة) والتي شكلت معه ثنائية متناغمة وقدمت هي بدورها شخصية حققت نقلة نوعية في مشوارها الفني.
تعجبك فلسفته الحياتية، فمثلاً في إحدى حواراته يقول (أنا النهار اللي مابخوف فيه وبخاف فيه مابحسبه من عمري).
هو اليوم في حالة إبداعية متبدلة ومتجددة، يطل علينا بماهو غريب ومدهش عما جسده في السابق، يلعب بحرفية وذكاء عالي في الأداء. فاالتمثيل يتطلب كماً هائلاً من الطاقة النفسية والمزاج السليم، للولوج لأعماق أي شخصية وتبنيها بأفعالها وأقوالها. وكيفية طرحها. حضوره يلمع مع كل جملة ينطقها، وكل تعبير يترجمه بإحساس وتكنيك عالي. إغراق نفسه بأدق التفاصيل وتعاطيه بصدق ومسؤولية مع الدور، جعله يرسم اسمه ويحفر بعد أكثر في ذاكرة الفن العربي. عرف كيف يسرق الأضواء من زملائه، وكيف يوقعك بشرك المتعة. "قيس الشيخ نجيب" مبارك لك ولنا هذا النجاح.
تعليقات
إرسال تعليق