ماريا ديب "أم عمار" ذاكرة الجمهور ومايطلبه...

#مجلة_فن 
#ماريا_ديب  "أم عمار" ذاكرة الجمهور ومايطلبه

كتب #علي_عمار | لا لقباً يصنفها، أو يختصر توصيفاً لمسيرتها الإعلامية، سوى ذلك الذي منحتها إياه الحياة بفعل الأمومة، فخلق حالة من الألفة والحميمية في تواصلها مع الناس.
"أم عمار" اللقب المحبب لمتابعي الإعلامية القديرة "ماريا ديب"، أشهر المذيعات في التلفزيون العربي السوري، المكان الذي بدأت منه حكايتها، وأمضت فيه عقوداً عدة من حياتها. 

العديد من البرامج المنوعة والثقافية التي قدمتها ماريا ديب على الشاشة الفضية لما يزيد عن 30 سنة،  منها (ألحان، تلفزيون المساء، مجلة الشعب، ومحطات تلفزيونية).  كما استضافت وحاورت العديد من النجوم، بحوارتٍ اتسمت بالعفوية والبساطة، نذكر منهم (دريد لحام، الياس كرم، نجوى كرم، جورج وسوف، ماجدة الرومي، لطيفة) وغيرهم. 
كما شغلت منصب رئيس دائرة المذيعين والمخرجين، ورئيس دائرة الأطفال في التلفزيون السوري.

 
زينت لسنواتٍ طويلة بيوتنا من خلال قناة التلفزيون وتحديداً القناة الأولى، ولاحقاً الفضائية السورية.  فحلت ضيفة مكرمة، مرحباً بها.  برنامج أثر أخر رسخت في الذاكرة، وغرست ثمار محبتها في قلوبنا، واستحالت بصمة مميزة في المشهد الإعلامي السوري. 

شكل برنامج  "مايطلبه الجمهور"  الذي تجاوز عمره ال 25 سنة على الهواء، العلامة الفارقة في مسيرتها المهنية.  ويعد البرنامج الأكثر ارتباطاً في وجدان السوريين وذاكرتهم.  فالكل من مساء الخميس من كل أسبوع في تمام الساعة ال 7:30، متسمرين أمام التلفاز مترقبين إطلالة أم عمار.  فكانوا السوريون في تلك السنوات أهلاً للوفاء، و مازالوا. 
بحضورها الملفت للعين، بأناقة باهرة، ولباقة فاخرة، وابتسامة مهذبة رقيقة، ولغة تخاطبية متمكنة ورصينة غير متكلفة، كانت تستقبل رسائل الجمهور، وتقرأ كلماتها بفرحٍ ومحبة.  فكيف لمن كانت تخرج كلماتنا من ثغرها، لتنقل مشاعر جمة، لأصدقاءنا وأهالينا، أن تفارق ذاكرتنا. أو أن يصعب استجلاب كل تلك اللحظات حتى، ونحن ننصت لإهداءات الناس  بصوتها، ومايريدون مشاهدته من أغانٍ مصورة.  حتى كنا نحفظ أسماء بعضهم لكثرة مراسلتهم البرنامج، أو نذكر أصواتهم لاتصالاتهم المتكررة. 

تمكنت من هندسة صورتها الإعلامية بكل رقي وإتقان، بذكاء، وببساطة غير مصطنعة لا تخلو من الثقة بالنفس، فصارت وجهاً إعلامياً يحتذى به.
 ولكن لم تخلق بعد الشاشات السورية وجهاً بمثيله.  لا يجوز مقارنتها بجيل المذيعات اليوم، جيل ال  show off  ،  الذين تذوب شهرتهم بمجرد الغياب، لذلك المقارنة ظالمة ومعيبة. 
فهي من ذلك الجيل الذي كان يخطو على المسار الصحيح، كان يسعى جاهداً ليؤسس لاسمه بكل مهنية واقتدار، في زمنٍ كان فيه للتقديم هيبة. 

الحديث عنها لا يزايله الفخر والاحترام، ولا يمكن إنصافها بأحرفٍ قليلة، فالذكريات معها لا تنضب.
من أسرة مجلة فن تحية حب ووفاء لأم عمار.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ميس حرب لدي الامكانيات لتقديم المختلف وسأدخل عالم الرواية

#قيس_الشيخ_نجيب حرامي أضواء