أمل عرفة.... لكِ كل الحب
مجلة فن - علي عمار :
لطالما حظي اسم النجمة "أمل عرفة" بإهتمام وتداول كبير، ومتابعة جماهيرية لأعمالها الفنية إن كان من قبل جمهورها السوري أو العربي حتى. واليوم أيضاً هي حديث الناس، وتريندينغ (Trending) كذلك الأمر بحسب لغة السوشال ميديا.
ففي الأيام القليلة الماضية تعرضت ابنة سورية والفن السوري، لهجوم لاذع ووابل من الكلمات الجارحة والشتائم التي انهالت عليها، بحقها وبحق إنسانيتها، من قبل مدعي الحرية الذين يؤمنون ويدافعون عن حرية الفرد في بلاده بإبداء رأيه دون انتهاك لتلك الحريات. وذلك بسبب مقطع صغير من لوحة كوميدية ظهرت بها أمل في مسلسل "كونتاك" على قناة لنا، يصور زيف ما يسمى عناصر "الخوذ البيضاء" وفبركاتهم في تصويرهم لمجازر الهجوم الكيماوي. حيث تبدأ أحداث اللوحة عندما يقوم مسلحين باحتجاز حافلة لركاب مدنيين ومن ثم يقتادوهم إلى مبنى قيد الإعمار، لتقوم بعد ذلك مجموعة من عناصر "الخوذ البيضاء" بتصويرهم كضحايا مجزرة كيماوية مفتعلة. هي مجرد لوحة فنية مثلتها عرفة إلى جانب مجموعة أخرى من الفنانين ضمن عمل كوميدي، يتناول نقد مواضيع وأحداث عدة لها علاقة بالحرب الدائرة في سورية.
لنتفاجئ بعد انتهاء عرض الحلقة بكمية الغل الموجود في القلوب، وكأن لا أحد عليه أن يصور الحقيقة من وجهة نظره غيرهم.
ففي الأيام القليلة الماضية تعرضت ابنة سورية والفن السوري، لهجوم لاذع ووابل من الكلمات الجارحة والشتائم التي انهالت عليها، بحقها وبحق إنسانيتها، من قبل مدعي الحرية الذين يؤمنون ويدافعون عن حرية الفرد في بلاده بإبداء رأيه دون انتهاك لتلك الحريات. وذلك بسبب مقطع صغير من لوحة كوميدية ظهرت بها أمل في مسلسل "كونتاك" على قناة لنا، يصور زيف ما يسمى عناصر "الخوذ البيضاء" وفبركاتهم في تصويرهم لمجازر الهجوم الكيماوي. حيث تبدأ أحداث اللوحة عندما يقوم مسلحين باحتجاز حافلة لركاب مدنيين ومن ثم يقتادوهم إلى مبنى قيد الإعمار، لتقوم بعد ذلك مجموعة من عناصر "الخوذ البيضاء" بتصويرهم كضحايا مجزرة كيماوية مفتعلة. هي مجرد لوحة فنية مثلتها عرفة إلى جانب مجموعة أخرى من الفنانين ضمن عمل كوميدي، يتناول نقد مواضيع وأحداث عدة لها علاقة بالحرب الدائرة في سورية.
لنتفاجئ بعد انتهاء عرض الحلقة بكمية الغل الموجود في القلوب، وكأن لا أحد عليه أن يصور الحقيقة من وجهة نظره غيرهم.
عشرات المقالات الصحفية تناولت أمل وأساءت لها، ومئات من التغريدات نهشت بلحمها.
الأمر الذي لم يتوقف عند الناس العاديين فقط، لينضم إليهم فنانين معارضين كانوا على علاقة تجمعهم بأمل، فتبرأ كل منهم بمعرفته وبعشرته لها. ماذا فعلت أمل؟ هل قامت بقتل أحد ما؟ هل ساهمت بالتحريض على القتل وسفك دماء الأطفال والأبرياء؟ هل حملت السلاح؟ هل تمنت الموت لأحد؟!!!! لماذا إذن نشرت لها صور برفقة أولادها معلقين عليها بأبشع العبارات الغير أخلاقية وأقذرها، متمنين الموت لها وأن تفجع بأطفالها!!!! أليسوا أطفالاً أبرياء؟!!!... ألستم من مدعي الإنسانية، وتجاهرون بها؟!..... ألم تعتذر بدافع من أمومتها وإنسانيتها فقط، وليس لأي غرضٍ أخر؟...
الأمر المحزن والمؤسف أن يلغى حوار إذاعي لأمل على إحدى الإذاعات السورية، بعد ساعات قليلة من الإعلان عن الحلقة، وجاء الرد من قبل إدارة إذاعة المدينة إف إم : {#تنويه: قرر مدير عام إذاعة #المدينة_اف_ام وقف مقابلة #أمل_عرفة غداً الأحد و ذلك بعد مانشرته من تبرير واعتذار على لوحة في مسلسل يفترض أنها قدمت جزءاً من حقيقة فبركة الأحداث التي تحصل في #سورية من ميليشيات مسلحة ودول داعمة لها خاصة مايسمى بمنظمة "#الخوذ_البيضاء" التي لم يعد يخفى على أحد انتماؤها والجهات التي تدعمها لتشوه الحقائق. وإننا إذ نلتزم بسياسة الدولة السورية ومواقفها واحتراما لشهداء وجرحى الجيش العربي السوري وتضحيات الشعب نعلن عن إلغاء هذا اللقاء. اقتضى التنويه} لماذا ألغي لقاء لفنانة كبيرة لها تاريخها المشرف الذي يحكي عنها، هل هي إرهابية؟ هل حرضت الإرهابيين على بلدها؟ هل تعرضت لأرواح الشهداء وذويهم؟ هل تمنت أن تغرق بلادها بسيل من الدماء؟!!!! كان يجب علينا أن نسمعها، وأن تقول وجهة نظرها من باب إنساني ليس إلا. كان من الأفضل أن يحترموا فنها وماقدمته، كفنانة سورية شرفت بلدها بمسيرة فنية تجاوزت ال 25 سنة، رفعت اسم بلدها عالياً ومثلته أحسن تمثيل في المحافل العربية، كواحدة من أبناء هذا البلد العظيم.
كان عليكم أن تحترموا أيضاً روح والدها، الموسيقار الراحل "سهيل عرفة"، الذي عرف بحبه ووفاءه لوطنه بشعبها وجيشها وسيادتها.
الشخصية التي أدتها أمل في مسلسل كونتاك (مجموعة كتاب/حسام الرنتيسي) وإنتاج إيمار الشام، هي "انتصار الجزراوي" الشهيرة بمقولة "ماكو رجال"، الإفيه الذي اختارته ليصير ملاصقاً للشخصية طوال حلقات المسلسل كظلٍ خفيف، أكسبها هذا التطعيم المنكه بمفردات لطيفة باللهجة الجزراوية، رونقاً وسحراً دفع بالدور إلى الإمام (وأهم شيء الشامية في مكانها). رغم مشاكل عديدة في النص، والتكرار في الأفكار الذي جاء في بعض اللوحات، قدم بأقل ذكاء من أعمال سابقة، وافتقار لوحات عديدة لروح الكوميديا. عرفة التي تشكل العنصر الأهم في العمل، لناحية اسمها الفني وأدائها الواثق الذي يفرض حضوره كالعادة مع أي شخصية جديدة تتقمصها، فترتديها بكل اكسسوارتها وتحيك صفاتها على مقاسها (عالبكلة)، دون اجتهادات لا داعي لها أو أداء متكلف مبتذل، فقدمت لهجة أهل الجزيرة بإسلوبها السلس دون اللجوء للتهريج في طرحها بحجة الكوميديا، كما اشتغلت على شكلها الخارجي بارتداء عباءات تراثية فضفاضة ملونة ومزركشة، تناسبها وتعبر عن عادات وتراث ذلك الجزء من الأراضي السورية، بالإضافة لرنة صوتها الذي يشبعك طرباً في حوارتها.
فهي ممثلة تعيش حالة دائمة مع عملية الخلق والإبتكار، فالشغف هو عكازها الوحيد في هذه المهنة. #أمل_عرفة ملكة اللهجات السورية في الأمس أبدعت باللهجة الحمصية في دنيا، واليوم باللهجة الجزراوية #كونتاك.
استطاعت بأدائها المتفرد أن تبصم وتطبع بشخصيتها في ذاكرتنا، كما فعلت شقيقات انتصار من قبلها "دنيا أسعد سعيد" و "عشتار الفريد" و "رمزية".
تحية لأمل عرفة، إلى ممثلة تتعامل مع العمل الدرامي على أنه عمل جماعي وهي أحد صناعه.
فمساحة الدور ليست بالكبيرة، نجوم غيرها وخصوصاً من تصنعهم لنا بعض شركات الإنتاج، لايقبلن بأقل من 20 مشهد في الحلقة الواحدة.
" أمل عرفة" نعتذر لفنك ولإسمك ولوطنيتك وإنسانيتك، وتأكدي أننا دوماً فخورين بك، كمواطنة وممثلة عربية سورية... كل الحب
تعليقات
إرسال تعليق