#مجلة_فن #سومر_ديب لا أسوق نفسي بهذه الطريقة وبعض الفنانين تنقصهم الأخلاق

مجلة فن . اعداد وحوار علي عمار

متكلاً على موهبته وحبه لمهنة التمثيل، شق طريقه الصعبة في مجالٍ لا يخلو من بعض الشوائب، التي تعكر صفوة فضائه الإبداعي. عكازه في هذا المجال شغفه للتميز والنجاح، وسنين طوال من الجهد والتعب والبحث، بدأها في سن مبكرة من على خشبة المسرح. أنعم الله عليه بالوسامة والكاريزما والموهبة، وهو قابل هذه النعم بكل أمانة وتقدير وصون. لا يستعجل الشهرة ولا أضواءها، بل تاركاً إياها تتقفى أثره بروية، مع كل عملٍ يحقق له الحضور القوي والإنتشار المنشود. إنه النجم الواعد #سومر_ديب ضيف #مجلة_فن  الذي كان لنا معه الحوار الأتي:

* لنبدأ الحديث عن إطلالاتك الدرامية الأخيرة، وتحديداً من خلال أحد أهم الأعمال التي تصدرت المشهد الدرامي وهو  "الحرملك"، هل يعتبر التجربة الفنية الأنضج لك إلى الأن؟
بالتأكيد أعتبرها الأنضج، كون الحرملك عمل متكامل قائم على كادر مهم جداً، سواء من ناحية النص، الإخراج، النجوم المشاركين، أو شركة الإنتاج. والشخصية التي أديتها كانت بطولية، الأمر الذي يعد فرصة لي، خصوصاً أنه عمل عربي حظيّ بجماهيرية كبيرة .
ودوري مستمر في الجزئين الثاني والثالث.



* ماالذي أغراك في هذه المشاركة؟
عندما أُرسل النص، وعلمت بطبيعة وحدوتة العمل أبديت موافقتي عليه. خصوصاً أن الشركة المنتجة هي " كلاكيت"، ومخرج العمل هو الأستاذ "تامر إسحاق"، الذي أثق به كثيراً وبنظرته الإخراجية لتجربتي السابقة معه في مسلسل "صدر الباز"،  تلك الفرصة التي نجحت بها وحققت من خلالها نقلة كبيرة كممثل جديد، كما نلت عنها لقب أفضل ممثل صاعد.
وحينما بدأت أقرأ الدور أحسست بالشخصية وأحببتها، كما لفتتني كثرة الأحداث والخطوط الرئيسة للحرملك.


*هل سيطرأ تغييرات على شخصية أنور؟ 
يوجد تغيير في سير أحداث الشخصية على صعيد حياتها العملية والخاصة في الأجزاء القادمة.  ومن تابع الجزء الأول لاحظ التحول في الشخصية، التي انقلبت 180 درجة فصارت بمكان مختلف عما كانت عليه.

* هل الحرملك زوادتك الدرامية لسنتين، بمعنى لن تشارك في أعمال لست مقتنع بها؟
 الحرملك عمل له أهميته الدرامية، الأمر الذي يحملني المسؤولية، فلا يجوز الظهور في مسلسلات أقل منه فنياً.  مؤخراً عُرض عليّ عملين ولم أوافق عليهما.


* في إحدى حواراتك السابقة ذكرت أن ظهورك في مسلسل "خمسة ونص" شكل مفاجأة لك.. ما الذي حدث؟
أثناء تصويري لمشاهدي في #خمسة_ونص، آحب فريق العمل طريقة شغلي والتعامل معي فصار طلب على خطي الدرامي ليصبح تواجدي أكثر.  ولكن ماحدث أنه صار تعديل على النص مما استدعى إلغاء خطي الدرامي، وأخبروني بذلك قبل رمضان أي بعدما أنهيت مشاهدي.  لأتفاجئ في رمضان بظهوري من خلال مشهدين فقط، رغم أن اسمي كان حاضراً في شارة المسلسل منذ بداية رمضان وبمطرح جيد.  صحيح لم تعجبني فكرة أن أظهر في مشهدين، ولكن هذا الظهور حقق لي  انتشاراً بسبب الجماهيرية التي حققها  المسلسل عربياً، ولمست ذلك من ردات فعل الناس عندما قابلتني بعض عرض الحلقة. المسلسل عندما ينجح وأنت تمتلك الموهبة، من الطبيعي أن تصل للجمهور.
 أقولها لك بصراحة هذا شيء لا يشبهني، فأنا بالأساس أحرص على انتقاء شخصياتي، وكثيراً ما أعتذر عن أدوار لا تروقني.


 * أنت الأن مازلت في مرحلة الانتشار، هل يجب عليك انتقاء ما تطل به على الشاشة، أم يجب التنازل قليلاً في اختياراتك لتصل أكثر وليعرفك أيضاً المخرجون والكتاب ولتوطد علاقاتك معهم ؟
منذ دخولي لهذا المجال قررت أن أجعل عملي هو من يتحدث عني، بعض الناس برأيها أنها نقطة سلبية أو نقطة ضعف لدي. لا أعد نفسي شخص اجتماعي، فلا أخرج بقصد بناء العلاقات أو للتذكير بي وبموهبتي، فأنا لا أسوق نفسي بهذه الطريقة.
ليست مشكلة إن تأخرت سنة أو سنتين،  فمن غير الضروري المشاركة بسبعة أعمال في السنة لغرض التواجد، دون أن أترك أثراً بمروري. المهم تقديم ما أُمثله بصيغة صحيحة، لأن اجتهادي وتعبي على مهنتي هو من سيمنحني السمعة الطيبة ووقتها المخرجون سيطلبوني.  أعرف ما هي نوعية المسلسلات التي أرغب التواجد بها ومع من أريد العمل، وعلاقتي حالياً طيبةمع الجميع. والحمدالله بفترة قصيرة تمكنت من التميز.





* حصدتَ لقب أفضل ممثل صاعد عن  مسلسل "صدر الباز" عام 2016،  مثل هذه الجائزة لأي درجة تمنح المعنويات والحافز للإستمرار، أم  قد يفكر لوهلة الممثل أنه وصل لمبتغاه؟
بالعكس تماماً، هذه الجائزة حملتني مسؤولية كبيرة وصرت بعدها أشتغل على حالي أكثر، وأحاول  التمهل والتريث في الاختيار. خاصةً أن العمل كنت ألعب دور بطولة فيه، فمن المستحيل الدخول في تجربة دون المستوى لا تقدمني بشكل صحيح.
أنا من الأشخاص إن لم أقتنع بمسلسل درامي،  أفضل التسجيل ضمن وورك شوب لنمي وطور مقدراتي التمثيلية، لأن الممثل دائماً  بحاجة ليتعب على نفسه.


* هل تؤمن بفكرة القسمة والنصيب؟
بالتأكيد.. أحياناً يعرض عليّ دور ومن ثم يذهب لغيري (بقول مو نصيبي)، وربما  لو شاركت به لظهرت النتيجة غير مرضية لي. أتعاطى مع القصة بطريقة إيجابية. مثلاً مسلسل "هوا أصفر" غير راضي عن دوري الذي جسدته، لكني أخذتها لمطرح إيجابي (أنا جربت حالي باللبناني وماطلع منيح). العمل كان جميل ومهم، على صعيد الإخراج، النص، والممثلين. لكن لم أحب تجربتي باللهجة اللبنانية ولن تتكرر.





* تجربة من أثارت إعجابك في الدراما المشتركة(تيم حسن، عابد فهد، قصي خولي، باسل خياط) ؟
كل اسم من الأسماء التي ذكرتها قدم دوراً أحببته فيه، ولكن الفنان "باسل خياط" يأخذني في كل شخصية يلعبها وأتابعه جيداً، يجذبني التنوع في اختياراته وشغله على التفاصيل الصغيرة، وأراقب خياراته الصحيحة، فهو ممسك ومتحكم بشخصياته التي لا يغفل عنها ويضبط حاله فيها.
يحفزني لأكون مختلف ومجتهد في هذه المهنة، وأعتبره مدرسة فنية.

* هل التقيت به؟
نعم في لبنان أثناء تصوير الحرملك، التقيته في الفندق وتحدثنا وهو شخص محترم.


*في أخر سنتين شهدت دمشق حركة مسرحية جيدة، أقصد بالتحديد تلك العروض التي ضمت نجوم الدراما السورية..لماذا لم نشاهدك في إحداها لم يعرض عليك، أم اكتفيت من المسرح؟
صراحةً لم يعرض عليّ.
أنا إنسان مسرحي، وقفت على خشبة المسرح بعمر ال 14 سنة وبعروض كثيرة جلت بها معظم المحافظات السورية وأيضاً خارج سورية. كنت في عمر المراهقة أقرأ الروايات ومنهج ستانسلافسكي وأتعلم أساسيات التمثيل والمسرح، على عكس أبناء جيلي الذين كانوا يمارسون هوايات أخرى.
وإذا كان عليّ العوده للخشبة، فيجب أن يكون عمل مسرحي مهم وعلى مستوى فني عالي. لا أبحث عن البطولة ولكن دوراً يجعلني أعيد التفكير في المسرح، ويكون له أثره على العمل. واسم مخرج مهم أشتغل معه ليضيف لمسيرتي وأنهل من خبرته، لأني دائم البحث عن ما يميزني.  بحاجة لمن يعيدني إلى هذه الحالة الموجودة أساساً في داخلي.


* كما ذكرت كان لديك تجربة طويلة مع التمثيل المسرحي بدأت من سن المراهقة، ولاحقاً قمت بصقلها دراسياً من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية الذي غادرته لأسبابك الخاصة، ماالشيء الذي شعرت أنه ينقصك لتدخل المعهد؟
 دخلت بالفرقة المسرحية مع مجموعة من الممثلين أصغرهم كان يكبرني بعشر سنين، الأمر الذي جعلهم يهتموا بي ويفرضوا عليّ قراءة الروايات وكل شيء له علاقة بالتمثيل والمسرح، لأناقش ما قرأته أمام الجميع.
ولكثرة اتخاذي وشغفي  بالمسرح، كان لدي رغبة وإصرار لدخول المعهد العالي للفنون المسرحية ودراسة هذه المهنة أكاديمياً.
فمهما امتلكت من الموهبة، يجب عليك أن تصقلها بالعلم، الأمر الذي لا يختلف عليه اثنين. قدمت على المعهد ولظروف معينة انسحبت، ثم سجلت معهد خاص  لدى أساتذتي بالمعهد. وحين سافرت الإمارات درست هناك لسنتين بمعهد تمثيل.
 وبعدما عدت إلى سورية وبدأت حياتي المهنية، التحقت بكلية الإعلام. ستسألني لماذا الإعلام؟ سأجاوبك من أجل أهلي لرغبتهم بنيلي شهادة جامعية. درست سنة أولى وثانية ثم التهيت بالعمل وكثرة الارتباطات، لهذا السبب هو مشروع مؤجل حالياً.






* ماالذي يعبر عنك غير التمثيل؟
الرسم والنحت... حكايتي مع هذه الموهبة بدأت قبل المسرح، وكنت أمارسها بشكل كبير، وحصلت على جوائز عديدة ضمن مسابقات خارج سورية.  وبدخولي المسرح أهملتها قليلاً، إلا أنها جزء من شخصيتي. أحياناً أنعزل عن العالم  لتصفية ذهني، فأخرج العدة وأشتغل (ومن كم يوم اشتريت عدة جديدة).


* تخضع لجلسات تصوير عديدة، ألا تخاف أن ترسخ اسمك وصورتك في أذهان المخرجين والجمهور كموديل وممثل يمتلك وجه جميل، أم هي ضرورية اليوم تسويقياً في ظل السوشال ميديا؟
شخصياً أحب الخضوع لجلسات التصوير بين الفترة والأخرى، وطبعاً نشرها بواسطة السوشال ميديا فادني بمهنتي وقدمني بصورة جميلة،  فبعض الأعمال شاركت بها من خلال مواقع التواصل الإجتماعي وتحديداً خارج سورية. الشكل والكاريزما أصبحوا عوامل أساسية اليوم إلى جانب الموهبة بالنسبة للممثل. نجوم كثر  على الساحةالفنية، يتمتعون بالكاريزما  والموهبة مثل (تيم حسن، باسل خياط، معتصم النهار) وغيرهم. الاهتمام بمظهري يأتي بعد تركيزي على موهبتي، وهي ما أسعى لإظهارها.
مهما كنت وسيماً، الجمهور يفرح بك سنة وسنتين، بعدها سيصاب بالملل و سيطالبك بالمادة الفنية.


* سبب رفضك الظهور بالإعلانات...
عُرض عليّ الظهور بإعلانات وكليبات وتقديم البرامج أيضاً، وهي أمور ومشاريع مؤجلة، لأن غايتي في الوقت الحالي وتفرغي  الكامل  للتمثيل، أريد تكوين اسماً وحضوراً قوياً في هذا المجال لأن بعضاً من الناس لم أصل لهم بعد. لن أشتت نفسي في مجالات تبعدني عن مشروع اشتغلت عليه سنين من العمر.



* العلاقات الإنسانية بالوسط الفني تغلفها مشاعر الحسد والكراهية، وصرحت سابقاً أنه وسط مليء بالمافيات.. كيف تحصن نفسك من كل تلك السلبيةالمحيطة بالمهنة؟
أبعد ببساطة... ألتقي مع الجميع ضمن فعاليات، ولكن لست إنسان  يصنع العلاقات ويوطدها كما ذكرت في بداية الحديث. يوجد أشخاص جيدين تستطيع بناء العلاقات معهم،  خصوصاً الناس التي تربطنا بهم سنوات الدراسة في المعهد العالي أو ورشات ال workshop  هم أناس لايتغيرن معك، وأناس أخرين لايمكنك ذلك.
وقلتها في أحد المرات بعض الفنانين يجب أن يتعلموا الأخلاق من الفنانين الكبار الذين سبقونا، لأنها تنقصهم.
أسمع أحياناً أن أحد الممثلين الشباب يتناول سيرتي بطريقة غير لائقة محاولاً إهانة موهبتي، بالرغم من أنه يكون جديد على هذا المجال، ولم يقدم شيء مهم درامياً بعد. (في عالم كتير مبتذلة بتقيم الأخر وياريت لو بطريقة فنية).


* هل حدثت معك ذات مرة أن زميلاً لك، اقتنص منك فرصة ما؟
(يضحك) عمل واحد أكثر من عمل، وأعمال مهمة.  وقت أسمع بذلك أقول الله يهنيه، عودت نفسي أن أتناول هكذا أمور من منظور إيجابي.  والمضحك في الموضوع حين يقولون ويعلنوها، هذا الدور كان لسومر وأخذته منه.  اللذة بالفكرة والإستماع تحصل عليه،  لما يأخذ الدور وما يقدر يصنع فيه شيء، مع أنه كان بمقدوره. أو هو بالأساس أخذ شخصية لا تشبهه ولا تناسبه.  مثلاً أنا أعرف أن هناك أدواراً لا أنجح فيها، فلا أُقدم عليها.

* من له الفضل على سومر ديب؟
أول شخص كان له الفضل هو المخرج "نجدت أنزور"، الذي أعطاني فرصتي الأولى من خلال مسلسل "تحت سماء الوطن" ببطولة ثلاثية، وأن تبدأ مشوارك الفني ببطولة ثلاثية فهو شيء عظيم، وسعدت بهذه التجربة جداً. وأيضاً الأستاذ "تامر إسحاق" بمسلسل "صدر الباز"،  أسند لي شخصية كان لها مساحة كبيرة بالظهور والأداء ضمن عمل قوي وأسماء مهمة لها وقعها.

 
* لكَ مزاج في  الكوميديا؟
لا... الكوميديا فن صعب ليس سهل.
لكنني أجيدها كوني مسرحي، والممثل المسرحي قادر على تجسيد أدوار وكاركترات مختلفة بحكم الدراسة.
حالياً أعدها مخاطرة أن تلعب كوميدي في البدايات، لذلك تركيزي على التراجيدي.


* هل أثرت الحرب السورية عليك كممثل؟
ربما لو دخلت قبل الحرب لحصلت على فرص أكبر وأهم، فالفترة التي احترفت بها التمثيل سيطرت عليها الفوضى، الكل أصبح يطمح الدخول لهذا المجال (شغلة اللي مالو شغلة)، وأي شخص على باله الفن يدخل عن طريق أحدهم.
عندما أعود لمتابعة أعمال الدراما السورية القديمة، سواء بفترة التسعينات أو أوائل الألفين، وأشاهد المستوى الفني الذي كان يقدم، أحن لتلك المرحلة وأرغب بأعمال مثلها تشبع طموحي وترضيني كممثل.  الحمدالله "الحرملك" حقق لي شيئاً من ذلك، فمنحني فرصة التواجد مع أسماء كبيرة في هذه الدراما.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماريا ديب "أم عمار" ذاكرة الجمهور ومايطلبه...

ميس حرب لدي الامكانيات لتقديم المختلف وسأدخل عالم الرواية

#قيس_الشيخ_نجيب حرامي أضواء