20 عاماً وأمل عرفة على أحر من الجمر...
الحياة بدون موسيقى ستكون غلطة.
هذا ما قاله "فريدريك نيتشه".
تعال لنصفن قليلاً ونتمعن بهذه المقولة، ونتخيل لثوانٍ معدودات الحياة من غير موسيقى، هل يعقل ذلك؟!. بالطبع لا، وكأن الحياة من غير ألوان.
فهي عنصر أساسي ومكون طبيعي لتكوين هذه الحياة. فالطبيعة لها أصواتها التي نحب، والتي يعجز الإنسان على الإتيان بمثلها. أي أن علاقة البشر معها علاقة فطرية أزلية، فهي وجدت قبل أن يخلق هو ويكونه إله هذا الكون.
ترجم الإنسان القديم هذه العلاقة في البدايات باستخدام يديه وقدميه لضبط الإيقاعات، ثم صنع الألات بأنواعها المختلفة وطورها بمرور الزمن.
ثم جاءت الكلمة لتمازج اللحن وتشعل فتيل المشاعر، عن طريق مايسمى بالأغنية من خلال الصوت البشري. فالأغنية بتركيبتها المتكاملة تشكل علاقة مترابطة بين القلب والروح. ومهما اختلفت الشعوب والحضارات تبقى الموسيقى نقطة التقاء، لكونها لغة تخاطب وتفاهم وجدانية.
وهي أكثر الفنون اختراقاً للذاكرة وارتباطاً بنا، جسراً يمتد بين الواقع والمتخيل، الماضي والحاضر.
واليوم أحببنا أن نستعيد وإياكم، إحدى الألبومات الغنائية التي مازالت قابعة في الذاكرة، ألبوماً غنائياً مضى على صدوره عقدين من الزمن، أي مع بدايات الألفية الثالثة وتحديداً في عامها الأول. لنجمةٍ تضج فناً وموهبة، وكتلة من المشاعر المتنقلة والمتجسدة بشخصها، هي أيقونة الفن السوري والعربي "أمل عرفة".
حيث أطلت على جمهورها العربي غنائياً في عام 2000 من خلال ألبومها الثاني، الذي حمل عنوان "أحر من الجمر". في ذلك الوقت كانت أشرطة الكاسيت تجتاح السوق والطرقات أيضاً، بسبب غزارة الإنتاج وسعي المنتجين لصناعة نجم حقيقي، بغض النظر عن نية المنتج.
كانت المنافسة في أوجها بين الفنانين، شغلهم الشاغل معرفة من من بينهم يحظى بشعبية كبيرة، ويحتل المركز الأول في صدارة المبيعات. اليوم اختلفت المنافسة، فصار جل تركيزهم يصب على الأرقام والملايين التي من الممكن الحصول عليها في اليوتيوب والاتستغرام، وغيرهم من أخواتهم في زمن السوشال ميديا.
كما كان في السابق للكاسيت رونق خاص، لما يخلقه من علاقة حميمية مع المستمع، ناهيك عن انتظاره بحماس وشوق للوصول للأغنية التي يرغب سماعها، فعملية الاختيار بين الأغنيات لم تكن سهلة وسلسة مثل اليوم.
أصدرت عرفة ألبومها سنة 2000 مع الشركة السعودية "ميجا ستار"، والتي وقعت معها عقد احتكار لمدة ثلاث سنوات، على أن يتم انتاج ألبوم غنائي في كل سنة. بعدما أقنعتها الشركة المنتجة بالانضمام إليها، حيث أن الأولى كانت تتخوف من موضوع الاحتكار وشروطه الغير مناسبة لها في الوسط الغنائي، وطغيان غاية الربح التجاري على المستوى الفني.
ولكن هذا التعاون مع ميجا ستار لم ينتج عنه سوى ألبوم غنائي واحد، وتم فسخ العقد. رغم أنها صرحت وقتها بأنها تشتغل على شريطها الثاني وكان من المقرر فيه التنويع باللهجات، كاللبناني والمصري والخليجي، والتعاون مع أسماء جديدة كاالملحن المصري الراحل "رياض الهمشري" والملحن اللبناني الراحل "عصام زغيب".
تضمن "أحر من الجمر" ثماني أغنيات، تعاونت مع نخبة من الشعراء والملحنين. حيث قدم لهاالملحن سامي إحسان أربعة ألحان هي "عطني وعد" من كلمات الشاعر "سعيد الغامدي" و "صغيرة على الحب" للشاعر " أحمد عبدالحق" و "إلى من يهمه امري" للشاعر " ثامر الميمان" الذي كتب لها أيضاً أغنية "دهب". أما الشاعر "جورج كرم" والملحن "الياس ناصر" قدما لها ثلاث أغنيات، "تنازلت لك" "أحر من الجمر" و "لازم تبعد عني" الأغنيتين الآخيرتين يعتبران الأشهر في الألبوم ويذكر أنها قدمتهم لجمهورها العربي على طريقة الفيديو كليب مع المخرج "خالد حداد". وأخيراً "بعدك على بالي" التي رسم لها الكلام الشاعر "جورج عشي" وصاغ لحنها الموسيقار الكبير الراحل "سهيل عرفة ".
من يستمع لهذه الأعمال يدرك أهميتها كمطربة عربية، ولو أنها تابعت الغناء وأعطته أولوية كبيرة كما فعلت في التمثيل، لكان اسمها من أهم نجمات العالم العربي كما هو الأن على صعيد الدراما العربية. وهذا ماصرحت فيه بنفسها في أكثر من لقاء حينما كانت تسأل عن الغناء فتقول " لو تابعت في مسيرتي الغنائية لكنت من نجمات الصف الأول، كأنغام وشيرين وأصالة".
تصريحات مثل هذه لأمل ليس غروراً أو اعتداداً بالنفس. بل ثقة بما تملكه من موهبة وصوت جميل، وبفضل الإشادة التي حصلت عليها من قبل كبار الملحنين العرب كالموسيقار الراحل " بليغ حمدي" والاعتراف بموهبتها الغنائية.
مايميز ألبوم "أحر من الجمر" الذوق الرفيع في اختياراتها الذكية لأرقى الكلمات التي رسمت أجمل الصور الشعرية باستعارات لغوية سلسة، وتأديتها على أعذب الألحان التي تطرق القلب وتعانقه، بدفئ صوتها واحساسها المرهف.
بعدها اكتفت بالغناء من خلال مسلسلاتها الدرامية وطرح الأغاني المنفردة كل كم سنة، ولمناسبات معينة، كاالأعمال الوطنية والغناء للمنتخب والبيئة في سورية. وأخر ما قدمته غناءً كان في مسلسل سايكو. أعلنت عرفة مؤخراً عن عزمها على إعادة إحياء أرشيف والدها الموسيقار الراحل "سهيل عرفة"، فهي الوريثة الشرعية لهذا الإرث الفني. فمن المقرر في الفترة المقبلة طرح أغنية "ببساطة" للمطربة الراحلة الشحرورة "صباح".
كما سيجمعها مشروع فني غنائي، مع الشاعر والملحن "فتحي الجراح" سلسلة أغاني "حكايا" (مواقف ولحظات حميمية) والعمل الأول سيحمل عنوان "الحكايا".
شغفها للتميز والإبداع جعلها أيقونة عربية سورية فااستحقت لقب الفنانة الشاملة، يحسب لها ما أنجزته في الدراما، والتأليف، والغناء، والاستعراض، وماتفردت به عن مثيلاتها من مواطناتها السوريات، فكانت ومازالت نجمة عالية لا تشبه غيرها، وحالة فنية إبداعية لن تتكرر.
هذا ما قاله "فريدريك نيتشه".
تعال لنصفن قليلاً ونتمعن بهذه المقولة، ونتخيل لثوانٍ معدودات الحياة من غير موسيقى، هل يعقل ذلك؟!. بالطبع لا، وكأن الحياة من غير ألوان.
فهي عنصر أساسي ومكون طبيعي لتكوين هذه الحياة. فالطبيعة لها أصواتها التي نحب، والتي يعجز الإنسان على الإتيان بمثلها. أي أن علاقة البشر معها علاقة فطرية أزلية، فهي وجدت قبل أن يخلق هو ويكونه إله هذا الكون.
ترجم الإنسان القديم هذه العلاقة في البدايات باستخدام يديه وقدميه لضبط الإيقاعات، ثم صنع الألات بأنواعها المختلفة وطورها بمرور الزمن.
ثم جاءت الكلمة لتمازج اللحن وتشعل فتيل المشاعر، عن طريق مايسمى بالأغنية من خلال الصوت البشري. فالأغنية بتركيبتها المتكاملة تشكل علاقة مترابطة بين القلب والروح. ومهما اختلفت الشعوب والحضارات تبقى الموسيقى نقطة التقاء، لكونها لغة تخاطب وتفاهم وجدانية.
وهي أكثر الفنون اختراقاً للذاكرة وارتباطاً بنا، جسراً يمتد بين الواقع والمتخيل، الماضي والحاضر.
واليوم أحببنا أن نستعيد وإياكم، إحدى الألبومات الغنائية التي مازالت قابعة في الذاكرة، ألبوماً غنائياً مضى على صدوره عقدين من الزمن، أي مع بدايات الألفية الثالثة وتحديداً في عامها الأول. لنجمةٍ تضج فناً وموهبة، وكتلة من المشاعر المتنقلة والمتجسدة بشخصها، هي أيقونة الفن السوري والعربي "أمل عرفة".
حيث أطلت على جمهورها العربي غنائياً في عام 2000 من خلال ألبومها الثاني، الذي حمل عنوان "أحر من الجمر". في ذلك الوقت كانت أشرطة الكاسيت تجتاح السوق والطرقات أيضاً، بسبب غزارة الإنتاج وسعي المنتجين لصناعة نجم حقيقي، بغض النظر عن نية المنتج.
كانت المنافسة في أوجها بين الفنانين، شغلهم الشاغل معرفة من من بينهم يحظى بشعبية كبيرة، ويحتل المركز الأول في صدارة المبيعات. اليوم اختلفت المنافسة، فصار جل تركيزهم يصب على الأرقام والملايين التي من الممكن الحصول عليها في اليوتيوب والاتستغرام، وغيرهم من أخواتهم في زمن السوشال ميديا.
كما كان في السابق للكاسيت رونق خاص، لما يخلقه من علاقة حميمية مع المستمع، ناهيك عن انتظاره بحماس وشوق للوصول للأغنية التي يرغب سماعها، فعملية الاختيار بين الأغنيات لم تكن سهلة وسلسة مثل اليوم.
أصدرت عرفة ألبومها سنة 2000 مع الشركة السعودية "ميجا ستار"، والتي وقعت معها عقد احتكار لمدة ثلاث سنوات، على أن يتم انتاج ألبوم غنائي في كل سنة. بعدما أقنعتها الشركة المنتجة بالانضمام إليها، حيث أن الأولى كانت تتخوف من موضوع الاحتكار وشروطه الغير مناسبة لها في الوسط الغنائي، وطغيان غاية الربح التجاري على المستوى الفني.
ولكن هذا التعاون مع ميجا ستار لم ينتج عنه سوى ألبوم غنائي واحد، وتم فسخ العقد. رغم أنها صرحت وقتها بأنها تشتغل على شريطها الثاني وكان من المقرر فيه التنويع باللهجات، كاللبناني والمصري والخليجي، والتعاون مع أسماء جديدة كاالملحن المصري الراحل "رياض الهمشري" والملحن اللبناني الراحل "عصام زغيب".
تضمن "أحر من الجمر" ثماني أغنيات، تعاونت مع نخبة من الشعراء والملحنين. حيث قدم لهاالملحن سامي إحسان أربعة ألحان هي "عطني وعد" من كلمات الشاعر "سعيد الغامدي" و "صغيرة على الحب" للشاعر " أحمد عبدالحق" و "إلى من يهمه امري" للشاعر " ثامر الميمان" الذي كتب لها أيضاً أغنية "دهب". أما الشاعر "جورج كرم" والملحن "الياس ناصر" قدما لها ثلاث أغنيات، "تنازلت لك" "أحر من الجمر" و "لازم تبعد عني" الأغنيتين الآخيرتين يعتبران الأشهر في الألبوم ويذكر أنها قدمتهم لجمهورها العربي على طريقة الفيديو كليب مع المخرج "خالد حداد". وأخيراً "بعدك على بالي" التي رسم لها الكلام الشاعر "جورج عشي" وصاغ لحنها الموسيقار الكبير الراحل "سهيل عرفة ".
من يستمع لهذه الأعمال يدرك أهميتها كمطربة عربية، ولو أنها تابعت الغناء وأعطته أولوية كبيرة كما فعلت في التمثيل، لكان اسمها من أهم نجمات العالم العربي كما هو الأن على صعيد الدراما العربية. وهذا ماصرحت فيه بنفسها في أكثر من لقاء حينما كانت تسأل عن الغناء فتقول " لو تابعت في مسيرتي الغنائية لكنت من نجمات الصف الأول، كأنغام وشيرين وأصالة".
تصريحات مثل هذه لأمل ليس غروراً أو اعتداداً بالنفس. بل ثقة بما تملكه من موهبة وصوت جميل، وبفضل الإشادة التي حصلت عليها من قبل كبار الملحنين العرب كالموسيقار الراحل " بليغ حمدي" والاعتراف بموهبتها الغنائية.
مايميز ألبوم "أحر من الجمر" الذوق الرفيع في اختياراتها الذكية لأرقى الكلمات التي رسمت أجمل الصور الشعرية باستعارات لغوية سلسة، وتأديتها على أعذب الألحان التي تطرق القلب وتعانقه، بدفئ صوتها واحساسها المرهف.
بعدها اكتفت بالغناء من خلال مسلسلاتها الدرامية وطرح الأغاني المنفردة كل كم سنة، ولمناسبات معينة، كاالأعمال الوطنية والغناء للمنتخب والبيئة في سورية. وأخر ما قدمته غناءً كان في مسلسل سايكو. أعلنت عرفة مؤخراً عن عزمها على إعادة إحياء أرشيف والدها الموسيقار الراحل "سهيل عرفة"، فهي الوريثة الشرعية لهذا الإرث الفني. فمن المقرر في الفترة المقبلة طرح أغنية "ببساطة" للمطربة الراحلة الشحرورة "صباح".
كما سيجمعها مشروع فني غنائي، مع الشاعر والملحن "فتحي الجراح" سلسلة أغاني "حكايا" (مواقف ولحظات حميمية) والعمل الأول سيحمل عنوان "الحكايا".
شغفها للتميز والإبداع جعلها أيقونة عربية سورية فااستحقت لقب الفنانة الشاملة، يحسب لها ما أنجزته في الدراما، والتأليف، والغناء، والاستعراض، وماتفردت به عن مثيلاتها من مواطناتها السوريات، فكانت ومازالت نجمة عالية لا تشبه غيرها، وحالة فنية إبداعية لن تتكرر.
#أمل_عرفة #علي_عمار #فن #غناء
تعليقات
إرسال تعليق